الجمعة، ٧ أغسطس ٢٠٠٩

معفن ...بس و الله رغم أنفي:(

بعترف اوك ان فيه ناس في الدنيا عندها رغبة انها تكون معفنة ... العفانة طبع فيهم ... و في التاريخ ناس كتير كانت بتكره انها تستحمي زي هتلر و ايناشتاين و بيتهوفن و من العرب الحريري و البحتري و الجاحظ و أبو حيان التوحيدي ...

لكن و الله العفانة عمرها ما كانت من طبعي خالص .. بستحمي كتير و كل حاجة، و بحب أكون نضيف ... بس كان دايما عندي مشكلة واحدة بس ... أني لا أؤمن بالباسكت .... سلة المهملات يعني باللغة الفرعونية ... يعني معفن نص نص ... ما كنتش بستحمل اني أشيل المخلفات – أنا بقول اسمها زبالة أسهل - سواءا كانت كيس او ورقة او ... أو ... لحد ما الاقي الباسكت! ..... والموضوع علشان محدش يلمح ملهوش علاقة بأني قصير نسبيا فمتعقد من كرة السلة ..... خالص !!!

أكيد عنترة بن شداد بأخلاقه العالية مثلا لما كان بيقف مع عبلة ياكلوا شيبسي قدام بير الجبيلة ... ما كنش عنترة بيقولها .. أكسكيوزيمواه مادمازيل أروح أدور على باسكت أرمي فيه الكيس الفاضي!!!

الموضوع اول مرة أدخل في جدال فيه كان مع بنت ... أنسة و بالفرنساوي جيرل ... كنا واقفين قدام استراحة على الطريق في رحلة خلال معسكر من معسكرات الجامعة .... البنت طبعاً كانت واقفة مكسوفة و وشها أحمر و عينيها في الأرض بتبص انا لابس برباط و لا من غير ... بس كبستها لأني كنت لابس كوتشي:) .... كانت كل ما تخلص أكل حاجة تعين الكيس الفاضي في شنطتها .... و الشنطة كانت مليانة على الآخر بما يدل على انها كانت بتاكل كتير و اختصارا توصف بكلمة "طفــســـة"!!!

و لأننا مفيش موضوع حيوي نتكلم فيه .... خاصة أنها ملهاش علاقة بحماس علشان تحاول تهديهم و لا علاقة بالقمر أم عيون زرقا و لا بوتجاز كريازي هيلاري كليفتون علشان توصيها على العلاقات المصرية الأمريكية و كمان شكلها ما تعرفش مين أوباما علشان نتكلم عن نظرته لأطروحة بشبوش حول الشرق الأوسط التخين ... فقعدنا نتكلم في ايه بقى .........

طبعا عرفتم ....

أيوه، برافو ...

في الزبالة :)

و هل نرمي الحاجة في الشارع و لا لأ ... طب لو مفيش باسكت في الشارع .. أحشي جيوبي بالحاجات دي يعني ... طب لو جيبي ضيق !!!! .... طب لو اتقفشت تحري و انا راجع بيتنا و خدوني على القسم و الظابط فتشني يلاقي الزبالة في جيبي ... تعتقدوا هيصدق لما أقوله اني صيدلي محترم سينجل و يقدس الحياة الزوجية مادام مراته هتسمحله انه يضربها بالشلوت!!!!

المهم، قعدنا نتناقش كتيييييييير قوي في موضوع الزبالة ده ... و زملاتي طبعاً عينيهم هتخترق حجابي الحاجز فاكرني بظبط! .... نيتهم سودا قوي ..... طبعا بعد ما أديتها ظهري و كل واحد ركب في اتوبيسه علشان نرجع السكن كانت أبلة فضيلة اللي واقف معاها بتفضي كل اللي في شنطتها على الأرض .... آه فعلا ... و نسيت ان ليلي العامرية لما كانت بتتمشي مع قيس بن الملوح على كورنيش كوبري قصر النيل الساعة واحدة و خمسة بالليل كانت بتحط قشر الترمس تحت العمة بتاعة قيس لحد ما يروح يرميه في الباسكت ... نسيت تاريخنا العظيم و رمت الحاجة في الشارع!!!! .... تباً لها .....

ما خبيش عليكم بقى كنت في سيتي ستارز من كام يوم في مقر حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام ... محدش يسألني كنت بعمل ايه هناك باعتباري راجل :) .... لكن المهم ان المكان كان نضيف زيادة عن اللزوم ... و انا خارج خدت قرار بيني و بين نفسي .... لازم انضف بقى سلوكيا و اخلاقيا ... مش هرمي حاجة على الأرض تاني .... مش هستسلم لمبعوث العفانة من قبل إبليس أبداً ... لا يونكن ...

خرجت من سيتي ستارز ركبت أتوبيس النقل العام من أول الشارع و خدت التذكرة ... و دي كانت أول أختبار حقيقي ليا ... احتفظت بالتذكرة و الله العظيم لحد ما نزلت ... و دورت على باسكت .... عيني المحبة للنضافة لمحتها بسرعة ... رحت رايح رميت فيها التذكرة ....... و هيييييييييييييييييه واحد صفر.... واحد صفر ..... واحد صفر .... يا درش يا جااااااااااااااامد .... و هوبا ايه ... هوبا اه .... إن شاء الله هنكسب :)

رحت ركبت من عبود لحد بلدنا الغالية منيا القمح .... الأتوبيس من حظي النحس كان التكييف فيه بايظ .... و لأن الدنيا حر موووت ... طلعت منديل و أول ما باش المنديل تغلبت على وساوس الشيطان و حطيته في جيبي ... و جووووووووون .... اتنين صفر .... اتنين صفر ... اتنين صفر ... و الله حي التالت جاي الله حي التالت جاي .... إن شاء الله هنكسب ......

الأتوبيس بدأ يتحرك و انا رحت في النوم ..... و يا نهار مهلبية على الكوابيس اللي جاتلي .... وصلت منيا القمح على خير ... و كان قدامي تحدي كبير ... اني ما رميش تذكرة الأتوبيس و المنديلين البايشين و زجاجة "أزازة" المية الفاضية في الأتوبيس و أسيبهم و أمشي ..... والحمد لله خدتهم معايا و نزلت ... و جووووووون ... تلاتة صفر تلاتة صفر تلاتة صفر ... و الله حي الرابع جاي ... الله حي الرابع جاي .....

أول ما نزلت من الأتوبيس عند الزعيم قعدت أدور على باسكت حواليا ما لقيتش .... قولت يا أبو الدراديش ما تخدش في بالك .... مش هتسلم من أول اختبار ... قاوم و اتعب .... أمشي قدام شوية هتلاقي واحدة ... افتكر ليلى العامرية و قيس بن الملوح ... مش معقول هتبقى على آخر الزمن زي اينشتاين و بيتهوفن و البحتري و الحريري .... دلوقتي هترمي الحاجة في الشارع ... بكره ما تسحماش غير في عيد تحرير سينا .... لأ ... مش ناوي اسلم و لا ناوي اطاطي ... هرمي في باسكت يا عبد العاطي .... مش ناوي اسلم و لا ناوي اطاطي ... هرمي في باسكت يا عبد العاطي ....

عصرت على نفسي لمونة م الكبار اللي بييجوا في الاعلانات و مشيت لحد شارع "القيصرية " ... و ده الشارع الرئيسي اللي عندنا اللي بيكتظ – جامدة يكتظ دي- بالبائعة الجائلين و المقيمين ... طول الطريق من الزعيم لحد أول الشارع مفيش ولا بسكت ... و لا يمين و لا شمال .... حاجة تخنق .... و انا شايل الأزازة و المنديلين البايشين و التذكرة المكرمشة و لا حياة لمن تنادي ... كل شوية الاقي كومة – عفوا – زبالة مرمية على الجنب بس بقول لأ ... مش هرمي الحاجة عليها كده أنا بذود الأزمة و بضيف عبء على كاهل جامعي القمامة .... يا سلام على الجملة دي على النيعمة انفع كادر سياسي 6*9 بالألوان ... و صورة صورة كلنا كدا عايزين صورة ....

دخلت شارع القيصرية اللي اكيد مش معقول اتسمى كده علشان ولدوا واحدة فيه قيصري ..... لأن الشارع اسمه كده من زمان حسب تصريحات مصدر مطلع – نانا الله يرحمها – ده غير ان الناس زمان ما كانوش يعرفوا حاجة اسمها كيسري .... كله عند الداية و اشحن ....

من أول الشارع وصولا للمحطة ........ برضوا مفيش باسكت من الكبار كديكور حتى .... بس الأكوام الصغيرة في الشارع ده كبرت .... و بدل ما يزينوا ميدان القيصارية بنافورة أو أسريطين زرع من عند أم شحته .... زينوا الميدان بالزبالة!!!! حاجة تقرف.... بس برضوا ما رضتش أرمي الحاجة على أي كوم من الأكوام دول علشان نفس السبب اللي ذكرته فوق في حته الكادر السياسي دي ....

عديت السكة الحديد ووصلت لمركز المدينة ... آه و الله و مفيش حاجة ... ولا حتى واحدة عند قصر الثقافة التاريخي اللي في ميدان الشهداء المحاط بالأطباق البلاستيك و أدوات المطبخ بتاعة المحلات المجاورة :)

عند مجلس المدينة كان الحر خلاص موتني ... وقفت تك تك ... و هو وسيلة الموصلات الداخلية الوحيدة المتوفرة في منيا القمح!!!!

و انا معدي بعد مدخل مجلس المدينة و انا جوه التك تك و عند باب البنك الأهلي لقيت باسكت ...... آآآآآآآآآآآآآآآآخ .... بس التك تك كان فاتح على التاسع و ماشي بسرعة الضوء علشان يوديني ورا الشمس مع أرواح أجدادي الطاهرة .... كان منطلق بسرعة خمسميت عقدة في الفتلة....



نزلني التوك توك عند البيت .... نزلت و انا معايا الحاجة برضوا .... طلعت فوق في بيتنا و رميت الحاجة في الباسكت .... و إذا بماما .... اللي هي والدتي أو مامتي و في الأنجليزية تترجم لمامي .... بتقولي أرمي شنطة – عفوا تاني – الزبالة بره .... و طبعا لأن قدام البيت مفيش باسكت كبير لكن فيه حتة فاضية فيها أكوام شنط بتتشال كل يوم .... رضخت للأمر الواقع و رميت الشنطة في الشارع لأفشل برضوا في أني أكون شخص نضيف و أحرم ضميري الإنساني التقدمي الحي من انه يقول .... جوووووووون أربعة صفر اربعة صفر .... و اللأ اللأ اللأ اللأ .... عندنا درش و هما لأ ....علشان أدني لفترة قادمة .... معفن رغم أنفي ....

أعمل ايه ... بيلموا 2جنيه مصري نظافة من كل شقة في المدينة .... و مش عارفين يحطوا باسكتات في الشوارع .... طب يلموا الحاجة أولا بأول .... طب ليه أصلا بتتلم الفلوس دي ....

و هل أنا مطالب كل مرة بأني أمشي 100 كيلوا في شوارع مصر في أي حته علشان الاقي باسكت !!!!

تباً لهم ...